Umfang 2570 seiten
Über das Buch
«قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان بمدينة دمشق قبل خلافة عبد الملك بن مروان ملك يقال له عمر النعمان، وكان من الجبابرة الكبار، قد قهر الملوك الأكاسرة والقياصرة، وكان لا يصطلي له بنار، ولا يجاريه واحد في مضمار. وإذا غضب يخرج من منخريه لهيب النار. وكان قد ملك جميع الأقطار. ونفذ حكمه في سائر القرى والأمصار. وأطاع الله له جميع العباد، ووصلت عساكره إلى أقصى البلاد، ودخل في حكمه المشرق والمغرب وما بينهما من الهند والسند والصين واليمن والحجاز والحبشة والسودان والشام والروم وديار بكر وجزائر البحار وما في الأرض من مشاهير الأنهار، كسيحون وجيحون، والنيل والفرات…».
الجزء الثانى
«قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن ذهب بالجارية إلى دار علي بن بكار وأوقفها على الباب، ودخل البيت، فلما رآه علي بن بكار فرح به. فقال له أبو الحسن: سبب مجيئي أن فلانًا أرسل إليك جاريته برقعة تتضمن سلامه عليك، وذكر فيها أن سبب تأخره عنك عذر حصل له. والجارية واقفة بالباب فهل تأذن لها بالدخول؟ فقال علي: أدخلوها. وأشار له أبوالحسن أنها جارية شمس النهار ففهم الإشارة. فلما رآها تحرك وفرح وقال لها بالإشارة: كيف حال السيد شفاه الله وعافاه. فقالت: بخير. ثم أخرجت الورقة ودفعتها له فأخذها وقبّلها وقرأها وناولها لأبي الحسن«.
الجزء الثالث
«قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن ابن الملك أزدشيرَ لما كان مختفيًا في البستان ونزلت بنت الملك هي والعجوز ومشيا بين الأشجار رآها ابن الملك فغشي عليه من شدة ما حصل له من العشق. فلما أفاق وجدها غابت عن عينه وتوارت منه في الأشجار فتنهد من صميم قلبه. ولم تزل العجوز تفرج بنت الملك في البستان إلى أن وصلت إلى المكان الذي فيه ابن الملك وإذا بالعجوز قالت: يا خفي الألطاف أمِّنَّا مما نخاف. فلما سمع ابن الملك الإشارة خرج من خبائه وتعجب في نفسه وتاه وتمشى بين الأشجار بقد يخجل الأغصان وتكلل جبينه بالعرق وصارت وجنتاه كالشفق فسبحان الله العظيم فيما خلق، فلاحت التفاتة من بنت الملك فنظرته، فلما رأته صارت شاخصة له ساعة طويلة ورأت حسنه وجماله وقده واعتداله وعيونه التي تغازل الغزلان وقامته التي تفضح غصون البان، فأذهل عقلها وسلب لبها ورشقها بسهام عينيه في قلبها»!
الجزء الرابع
«قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الوزير الثاني لما فرغ من كلامه ختمه بقوله: أحسن ثوابك وعاقبة أمرك. ثم قام الوزير الثالث وقال: أبشر أيها الملك العادل بالخير العاجل والثواب الآجل؛ لأن كل من تحبه أهل الأرض تحبه أهل السماء،