Umfang 190 seiten
تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا
Über das Buch
هذا الكتاب هو محاولة أراد المؤلف من خلالها تعقب مواقف المسلمين من سكان القارة المجاورة وشعوبها، على مدى تاريخ طويل. وقد مرت هذه النظرة بمراحل، انتقلت عن طريقها من التجاهل والازدراء، إلى الإعجاب والعداء. ذلك أن هذه النظرة تعدلت وتبدلت تبعًا لتغيير موازين القوى بين العالمين المتجاورين، وصولًا إلى العصر الحديث الذي شهد صعود أوروبا على كافة المستويات العلمية والفكرية والتقنية، حيث أصبحت أوروبا مصدرًا لأفكار التنوير الذي شكل تحديًا جديدًا وخطيرًا للمسلمين. وإذا كانت نظرة الأوروبيين إلى الإسلام قد بدأت في إطار مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية، لتنتقل في طور آخر إلى أيدي المتخصصين في الإنسانيات والآداب والأنثربولوجية، فإن نظرة المسلمين إلى أوروبا كانت في البدايات من اختصاص الجغرافيين والمؤرخين والأدباء، وقد وصلت في زماننا الراهن إلى أيدي رجال الدين والناطقين باسم الحركات الدينية، إضافة إلى أتباع الأيديولوجيات ممن يرون أن الغرب يتآمر على المسلمين والعرب. خلاصة القول إنه ليس ثمة تكافؤ بين نظرة المسلمين إلى أوروبا، وبين نظرة أوروبا المسيحية إلى الإسلام. إن هذا الكتاب يعد – بحق – محاولة غير مسبوقة وبانورامية، تعرض للرؤية الإسلامية لأوروبا في الغرب منذ القرن الثامن الميلادي إلى وقتنا الحاضر.